فاجعة وفاة الرضيع “ب.ا” بتاغيا: حين تتحول المأساة إلى ورقة للمزايدات السياسية

ورزازات – الأربعاء 6 غشت 2025

أثارت وفاة الرضيع “ب.ا”، ابن دوار تاغيا بجماعة إمي نولاون، إثر لسعة عقرب سامة، موجة من الحزن في أوساط الساكنة المحلية، غير أن هذا الحادث المؤلم سرعان ما تحول إلى موضوع للمساءلة السياسية، بعد توجيه النائبة البرلمانية إيمان لماوي سؤالًا كتابيًا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تنتقد فيه ضعف التجهيزات الطبية بالإقليم، وغياب الأمصال والمستلزمات في المناطق القروية.

غير أن معطيات الحالة الصحية للطفل “ب.ا”، حسب مصادر ميدانية قريبة من الأسرة ومصالح الصحة، تكشف أن التدخل الطبي تم في حينه، وبالوسائل المتاحة. فقد تعرض الطفل للسعة العقرب يوم السبت 19 يوليوز 2025 في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وتم نقله على وجه السرعة من طرف سيارة إسعاف تابعة للمنظومة الإقليمية للنقل الطبي الاستعجالي (SAMU)، وتلقى العلاج اللازم في المؤسسة الصحية، قبل أن يتم إرجاعه في نفس الليلة حوالي الساعة الرابعة صباحًا، بعد التأكد من استقرار حالته.

لاحقًا، وبعد تدهور حالته بشكل مفاجئ، أعيد نقله من طرف عائلته، صباح الاثنين 28 يوليوز، إلى المستشفى الإقليمي سيدي حساين بناصر، حيث وُضع تحت العناية المركزة، لكن كل الجهود الطبية لم تفلح في إنقاذه، ليفارق الحياة صباح السبت 2 غشت.

وبحسب مصادر طبية، فإن “ما يمكن القيام به من تدخلات علاجية تم بالفعل فور تعرض الطفل للسعة، حيث تم تقديم العلاجات الضرورية وفق البروتوكول المعتمد، لكن تطور الحالة لاحقًا كان نتيجة تعقيدات لا يمكن التحكم فيها بالكامل، خاصة في مثل هذه السن الحرجة.”

ويحذر بعض المتابعين من تحويل مثل هذه الفواجع إلى مادة للمزايدات السياسية، خاصة حين يتم تعميم الأحكام وتجاهل المجهودات التي تُبذل ميدانيًا رغم محدودية الموارد.

وفي الوقت الذي لا يُنكر فيه أحد واقع الهشاشة الصحية بعدد من مناطق إقليم ورزازات، يبقى من الضروري تقديم النقد البناء المدعوم بالمعطيات الدقيقة، عوض الركون إلى ردود أفعال سياسية قد تحجب حقيقة الجهود المبذولة على الأرض، وتؤثر سلبًا على ثقة المواطن في المنظومة الصحية.