نبيل بنعبد الله: معارضة مسؤولة في وجه الغلاء وغياب العدالة الاجتماعية

في وقتٍ تشهد فيه الساحة الوطنية توتراً اجتماعياً متزايداً بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، يواصل نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، تقديم صوتٍ معارض يتميّز بالجرأة، دون السقوط في المزايدة أو التشنج.

في تدخلاته الأخيرة، شدّد بنعبد الله على أن “أكبر تحدي يواجه المواطن اليوم ليس فقط الغلاء، بل غياب الإرادة السياسية الحقيقية لإيجاد حلول عملية وعادلة”. واعتبر أن الحكومة الحالية، رغم توفرها على إمكانيات مالية مهمة، لم تُحسن توجيهها لخدمة المواطن البسيط، بل بقيت حبيسة منطق التقنوقراط ومصالح الكبار.

أحد أبرز ملفات الانتقاد، حسب بنعبد الله، هو كيفية تدبير الدعم العمومي لبعض القطاعات، إذ يرى أن “الحكومة اختارت تمويل جيوب محددة بدل تقوية البنيات الاجتماعية وتحقيق العدالة المجالية”. كما عبّر عن أسفه من أن المواطن لم يلمس أي أثر حقيقي للإعفاءات والدعم الموجه لبعض المستوردين، خصوصاً في قطاع الأغذية والماشية، حيث بقيت الأسعار مرتفعة كما هي.

وفي ما يخص الشباب والطبقة المتوسطة، أشار إلى أن “الوعود بالتشغيل والإصلاح لم تتجاوز إلى حد الساعة الخطابات، في ظل أرقام مقلقة تتحدث عن آلاف الوظائف المفقودة، وانكماش في الاستثمار العمومي في المجالات الاجتماعية”.

ورغم هذا النقد، فإن بنعبد الله يؤكد أن حزبه لا يسعى إلى إسقاط الحكومة، بل إلى دفعها نحو مسار أكثر عدلاً ومسؤولية. “نحن لسنا هنا لنعارض من أجل المعارضة، بل لنقول الحقيقة، ونُذكّر بأن المواطن يستحق الأفضل”، يقول الأمين العام في أحد تصريحاته الأخيرة.

من خلال هذا الخطاب المتوازن، يرسّخ نبيل بنعبد الله موقعه كصوت معارض بنّاء، لا يكتفي بتوجيه الانتقاد، بل يُقدّم بدائل ورؤى واضحة، ما يجعله يحظى باهتمام متزايد من فئات واسعة من المغاربة، خصوصاً أولئك الذين فقدوا ثقتهم في السياسة ويريدون تغييراً حقيقياً.