بين الحكومة والمعارضة… الاتحاد الاشتراكي في منطقة ضبابية

في تطور لافت للمشهد السياسي المغربي، خرج الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، بتصريح مثير حول موقف حزبه من ملتمس الرقابة الذي تقدّمت به المعارضة ضد حكومة عزيز أخنوش.
ففي وقت كان يُنتظر فيه من أحد أعرق أحزاب اليسار المغربي أن يتّخذ موقفاً حاسماً، اختار لشكر وصف هذه المبادرة بـ”العبث”، معلناً رفض حزبه المشاركة فيها.

هذا التصريح، الذي أثار الكثير من الجدل، يكشف عن أزمة عميقة تعيشها الأحزاب التقليدية في البلاد، والتي تبدو غير قادرة على التموضع بوضوح لا في صف المعارضة ولا في صف الحكومة. فبينما ينتظر المواطن المغربي من الفاعلين السياسيين تقديم بدائل واقعية ومواقف واضحة، يجد نفسه أمام مشهد ضبابي عنوانه الأبرز: التردد.

يطرح هذا الموقف أسئلة مشروعة حول مستقبل اليسار المغربي، الذي كان لسنوات طويلة صوتاً للنضال والمطالب الشعبية، لكنه يبدو اليوم منفصلاً عن نبض الشارع، غير قادر على مسايرة التحولات المجتمعية أو استيعاب تطلعات الأجيال الجديدة.

وفي خضم هذا الفراغ السياسي، يتساءل مراقبون:
هل أصبح المشهد السياسي المغربي في حاجة إلى وجوه جديدة وقوى بديلة تحمل مشروعاً سياسياً واضحاً وتلتزم بمسؤولية القرار؟

أمام هذا المشهد المرتبك، يبدو أن المرحلة القادمة لن تكون سهلة، خصوصاً مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، ومع تزايد الوعي السياسي لدى فئات واسعة من المجتمع، وخصوصاً الشباب.